الثلاثاء، 22 يونيو 2010

لا تعاتبي بُنَيّ













أملٌ يُنبِتُ في زمنٍ حُطامٍ 
تغلفُه أوراقَ الحسرةِ 
ترى الدروبَ تتراقصُ بغفوةٍ
والعمرُ يمضي بآاااااهِ الذكرى
مضى البلبلُ والناي يشدو
وينوحُ زمنُ المعجزاتِ
وما أضحى في القلوبِ من فِكرٍ
يعبثُ الخوفُ
ويبني قلاعَ القهرِ
يغتالُ النهارَ والفجرَ
وإن لاحتْ أضواءُ مدينتي بالبعدِ
ضوءٌ هزيلٌ
تتحركُ خلالهُ اشباحَ أجسادٍ
لاشىء يُرجعُها
يُعيدهُا حرةً 
تنطلق بأنفاسٍ أُخرى
فلا تعاتبُني بُنَيّ
إن لم أكنْ احسنتُ الرَّعْىّ
حلمي كما حلمِ الغريب
حيرانُ بلا تأشيرةِ سفرٍ
بلا رؤْيا
يعودُ بنا الزمنُ
نُباع كما العبيدِ
في سوقِ النخاسةِ
بُضاعة علي أرففِِها
يعتليها الترابُ
فأينَ من يلتقِطُِها 
خلل الأفكار ورواسب
إرتخاءات العقولِ خلفَتها
في طينِ الأرضِ غرستَها
ومخالب ذئاب نهشتها
لا تعاتبني بُنَيّ
إن لم أكن احسنتُ الرَّعْيَ
في أرضِ مدينتي
كانت قلاعٌ حصينةٌ نعرفُها
رسالاتُ السماءِ
وعروقُ الدماءِ تملَئُها
إذا عبثَ بالوادي البعيد ذِئباً
تجدُ فينا ألفا ذئبٍ
وإن مضى عابِرُ سبيلٍ
فتحنا ألف بيتٍ
بلى ثوبُ العفافِ
منها قد حُرمنا
أقدامُنا على الأرضِ
القيدُ كبلها
كالنخيلِ راسخةً جدائَلها
إن تثمر الرطبَ تلتقطتها
وان جف نبتُها تشمئزّ الروحُ منها
لا تعاتبي بُنَيّ
إن لم أكن احسنتَ الرَّعْيَ
يعاتبونَ جَدي في بطنِ القبرِ افتراءٌ
بقرارٍ كقرارِ التتارِ
بئِس ما خلفت
أي تاريخٍ
وأبنيةُ المبادئ لنا قد تركتَ 
بحضاراتِ الغربِ بني ابْتَليْنا
وملئِنا الصحاف
بأقاصيصِ ترتضى الغيَّ
يتسامرونَ بلهوِ الحديثِ
يُعرِبدونَ ويثملونَ
فتهوى الاجسادُ في الضلالِ عريا
ليهونَ كلُّ شىءٍ
فلا أبكي الكرامَةَ
ولا تنظرها عيناك وعينايا 

هدي نور



ليست هناك تعليقات: